الماسونية : دجّال آخر الزّمان _ القسم السابع

0

الماسونية – دجال آخر الزمان الجزء السابع (1)

استمرار التمهديدات لتشكيل الحكومة العالمية الشيطانية

19-  كثرة إستخدام تنبؤات نوستراداموس ضد ايران و البلاد الإسلامية:

ميشيل نوستراداموس, طبيب من أصل يهودي من فرنسا عاش في القرن 16 من الميلاد.(266) كان نوستراداموس متبحراً في علوم السحر و الشعوذة و بدون أي شك كان من أتباع الكابالية.(267) في الكتب التي كتبها التي تعرف بتنبؤات نوستراداموس وردت الكثير من المواضيع ذات الصلة لمستقبل العالم و بالأخص أحداث آخرالزمان. هذه التنبؤات كتبت في 10 قرون أو 10 (أقسام) و تشمل علي 1000 دوبيت. قرون نوستراداموس تتشكل أهم و أشهر قصائده.

ميشيل نوستراداموس: المتنبئ الكابالي و الطبيب اليهودي المشهور من مواليد فرنسا

“أخدع متنبئ في التاريخ” هو لقب مناسب لهذا المتنبئ المكار. لأنه خدع الكثير طوال التاريخ و في أنحاء العالم. لعلّك عزيزي القاريء فوجئت جداً من هذا الوصف و قد تكون مخالفاً له بشدة. لأن اليوم العديد من المواقع الإسلامية تتحدث عن تنبؤات نوستراداموس و في بعض الأحيان تستند إليهم. و لكن قبل أي تعليق في هذا الصّدد يرجي ملاحظة التوضيحات و الوثائق التالية:

ليس القصد من “أخدع متنبيء في التاريخ” أن نقول كل تنبؤات نوستراداموس زائفة بل القصد هو أن كثير من تنبؤاته غامضة , أغلبها خاطئة و ربما القليل من التنبؤات الصحيحة في الواقع هي مزورة و مقتبسه من مصادر أخرى .
و هناك أدلّة مهمة تدلّ علي أنّ تنبؤات نوستراداموس كانت القسم الأهم من مؤامرة كابالية – ماسونية في العالم. (جدير بالذكر أنه في فترة حياة نوستراداموس لم يكن هناك مؤسسة يطلق عليها الماسونية بل كانت هناك منظمات مشابهه جداً من ناحية الأهداف و العقائد على نمط الجمعيات السّرية و الكابالية التي كانت تعمل  لحد كبير  مثل المؤسسات الماسونية الحالية. في الواقع و كما ذكرنا في بداية المقال, أن تعاليم الكابالا الإلحادية هي أساس المنظمات الماسونية الحالية. (268) و يمكننا إطلاق اسم أمّ الماسونية الحالية علي تعاليم الكاباليية.

يمكن ملاحظة ما يلي من الأدلة و الأسباب التي تثبت لنا بأنّ تنبؤات نوستراداموس هي جزء من المؤامرة الشيطانية لشبكة الكابالية – الماسونية العالمية:

1-  من دون شك، نوستراداموس كان من أصول يهودية و من أتباع الكابالية. (269) و كما ذكر آنفاً أن كابالا هي تعاليم إلحادية بالكامل تتناقض مع ذات الأديان الإلهية. (270) حضور نوستراداموس في المجموعات الكابالية بوصفه عضواً معروفا و قادراً, يبيّن كم هو مكرم و ذو سلطة بين أعضاء هذه المجموعات المعاصرين له.(271) و بالتأكيد هذا التقدير و التكريم له ليس إلا بسبب خدماته للكابالية بتنبؤاته.

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

ذكر في مصدرين عن تبعية نوستراداموس للكابالية. و أيضاً هناك العديد من المصادر التي تدل على ذلك.

بطبيعة الحال من الممكن  للبعض من معجبي نوستراداموس ليقولوا أنه كان إنساناً ورعاً متديناً، و حتى في رسالته لابنه أعرب عن هذا الأمر بوضوح. (272) و لكن هذا القول ليس صحيحاً, لأنه حالياً, بعض الفاسقين كجورج بوش الأبن أيضاً برز كشخصية دينية لكسب المشروعية بين الناس, و في الوقت نفسه, عضويته في المجموعة الماسونية – الشيطانية ( Skull & Bones) ليس بشيء يمكن إخفاءه. و بالتالي فإن إدعاء نوستراداموس في رسالته لابنه هي ليست أكثر من مكيدة. لأنّ عضويته في الكابالا تبطل إدعاءه بالتّدين.
من ناحية أخري, بالتأكيد اعتراف نوستراداموس بالسّحر و الشعوذة و الكفر بالله- سبحانه و تعالي- في تلك الفترة (القرن ال16م) كان خطيراً و ربما يؤدي إلى قتله. و على هذا إذا كان نوستراداموس كافراً فعلياً ولم يكن قادراً أن يذكر و بصورة مباشرة اعتقاده القلبي الحقيقي بالكفر و السّحر و الشعوذة خلال رسالته إلى ابنه. (بالطبع ليس واضحاً أن الرّسالة المذكورة هل هي حقيقية أم لا؟)

2-  العديد من تنبؤات نوستراداموس يتعلق بأحداث آخر الزمان و في هذه التنبؤات هناك العديد من المواضيع التي خلقت و شكلَّت نماوذج خشنة محاربة وحشية من المسلمين (بالأخص الايرانيين) و شبّهت منجي البشرية و المسلمين (الإمام المهدي –عجل الله فرجه-) بانسان متشدد و طالب للحرب. و في الحقيقة, اغلب تنبؤات نوستراداموس جاءت بصورة تحذيرية و منذرة لإيجاد الرعب في قلوب الغربيين لإعداد أنفسهم لمواجهة الحركة الإسلامية.

الرّجاء مشاهدة بعض هذه التنبؤات في الذيل: (273)

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

أمثلة من تنبؤات نوستراداموس الذي عرف المسلمين بالموجودات العنيفه و التي تطالب الحرب

3- استخدام تنبؤات نوستراداموس و بصورة متعددة , من قبل البلاد الماسونية(أمريكا و اسرائيل) ضد المسلمين و الإيرانيين هو شاهد آخر على حقيقة نوستراداموس الذي تعرِّفه شخص من أتباع الكابالا, الذي بتنبؤاته الخادعة يمهد الطريق للكاباليين الجدد (الماسونيين) و يساعدهم للوصول لأهدافهم الشيطانية لآخر الزمان. لأن اهداف الماسونية و سعيهم للسّيطرة على العالم هي نفس الأهداف الكابالية و فرسان المعبد التي كانوا ساعين للوصول إليها.

جدير بالذكر أن منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران, كتب العديد من الكتب و الأفلام حول تنبؤات نوستراداموس و من ضمنهم الفلم الشهير “الرّجل الذي رأى المستقبل (الغد)”.(274) و في هذه الأفلام ذكر المسلمون و خاصّاً الايرانيون أناس خطرة بصورة متكررة. و بالتأكيد قادة الماسونية بهذا المخطط ينوون تخويف الغربيين من الإسلام و إيران, للحصول على مساعدتهم في سبيل أهدافهم الشيطانية.

أما الآن و من بعد علمنا بأهداف تنبؤات نوستراداموس الشيطانية، من الأفضل أن نناقش مدى صحّة هذه التنبؤات. و الجدير بالذّكر حول صحّة هذه التنبؤات أنّ:

1- هناك الكثير من تنبؤات نوستراداموس الغامضة و ممكن أن يستنتج منها معاني مختلفة و في بعض الأحيان تكون هذه الإستنتاجات متناقضة أيضاً. أغلب تنبؤات نوستراداموس تعتبر من هذه الفئة غامضة و بالتّالي لا يمكن الاستناد إليها. (275)

2- على الرغم من هذا الغموض السائد علي أغلب تنبؤات نوستراداموس, لكن في بعض الأجزاء التي تحدث – نوستراداموس بشكل صريح، يوجد أخطاء فادحة جسيمة في التنبؤات. على سبيل المثال أنظر للتنبؤ التالي: (276)

في هذا الجزء، هنا تنبأ نوستراداموس بأن نهر سلتيك (نهر راينRhine=) في وقت فلكي خاصّ (الذي بصورة دقيقة ينطبق على سنة 2006م) سيتغير مسيره و لن يمرّ من مدينة اجريبينيا ( مدينة كلن Cologne=). (277)) و لكن هذا التنبؤ لا يصحّ تماماً و الآن يعبر نهر راين من وسط مدينة كلن و يواصل طريقه السّابق حتى الآن. الصورة الآتية مأخوذة من برنامج Google Earth و عبر الأقمار الصناعية تبين لنا هذا الموضوع بوضوح:

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

خلافاً لتنبؤا نوستراداموس حتى الآن و في 2007 م و من بعد سنة من تاريخ المزعوم 2006م يمر نهر الراين من وسط مدينة كلن و لم يتغير مسير هذا النهر.

3- هنالك العديد من التنبؤات في الكتب و المواقع الإلكترونية التي تنسب لنوستراداموس و لكن لم يتم العثور علي أياً منها من بين تنبؤات نوستراداموس. أغلب هذه التنبؤات مزورة بالكامل و البعض الآخر وردت بصورة عبارات غير صحيحة. علي أي حال، هناك مجموعة قليلة من التنبؤات التي ترجمت و فسّرت بصورة غير صحيحة و بطريقة متعمده. نذكر أمثلة من مثل هذه التنبؤات في التّالي:

A)    هذا التنبؤا أحد من أشهر تنبؤات نوستراداموس الّذي نسب بأحداث 11 سبتمبر من قبل أنصار نوستراداموس: (278)

أحدث هذا المقطع من تنبؤات نوستراداموس ضجة كبيرة و أغلب الكتاب أعتبروا هذه القطعة  من أروع تنبؤات نوستراداموس و أدّعوا أن هذه القطعة مرتبطة بأحداث 11 سبتمبر ارتباطاً وثيقاً و نوستراداموس كان قادراً بتنبؤ هذا الحدث قبل حدوثه. هؤلاء يقولون أن نوستراداموس قد تمكن من تخمين مدار محل حدوث الواقعة (مدار مدينة نيويورك)! و للأسف لوحظ أيضاً في بعض المقالات الفارسية هذا الأمر سهواً. (279)

و لكن علينا أن نقول أنّ جميع ما قيل هو غير صحيح. و في التّالي يأتي بعض الأدلة التي تثبت لنا عدم صحة تلك الأمور:

(a-  أول ما يمكن ملاحظته هو أن مدار 45 درجة هو ليس مدار مدينة نيويورك بل مدار هذه المدينة هو 41 درجة. لذلك، المدار المذكور في قرن نوستراداموس لا يتطابق مع مدينة نيويورك.
ل
التقطت الصّورة الآتية ببرنامج Google Earth و عن طريق الأقمار الصناعية الذي يوضح لنا ما هو مدار مدينة نيويورك الحقيقي:

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

موقع مدينة نيويورك في صور الأقمار الصناعية. كما هو مبين في أسفل الصورة علي اليسار تقع مدينة نيويورك تقريباً على مدار 41 درجة شمالا.

بالطبع الأجهزة الماسونية الشيطانية التي تنتـفع من تنبؤات نوستراداموس لنيل مقاصدها جاءت لتبرر هذا الخطأ الواضح و بالتالي و بعد الكشف عن الخطأ المذكور قالوا بأن القصد من مدار 45 درجة المذكور في هذا القرن لنوستراداموس هي, إما (40.05) أو (40.5) التي تنطبق على مدار مدينة نيويورك!(280) كما أعلن الآخرين أن قصد نوستراداموس من 45 درجة هو منطقة ما بين مداري (40) إلي (45) درجة! (281) كما لوحظ أن مثل هذه التبريرات هي غير منطقية و يتمّ رفضها بسهولة و بعض الأسباب لرفض هذه التبريرات هي:

1- نيويورك هي مدينة كبيرة و إحداثيات مدينة كبيرة لا تقع في الأعشار (0.1) و المئات (0.01) لأن مثل هذه المدينة لديها مجموعة واسعة و على سبيل المثال تقع حدود مدينة نيويورك ما بين (40.48) إلي (40.88) درجة شمالا و حدود هذه المدينة في المئات لا تقع على نقطة واحدة فقط. النقطة الأكثر إهتماماً هي أن محل بناء منظمة التجارة العالمية في مدينة نيويورك (التي دمّرت في أحداث 11 سبتمبر) تقع في مدار (40.77) درجه شمالاً و إحداثيات هذه المنطقة لا تتطابق مع (40.05) أو (40.5) درجة. و هكذا يبطل إدعاء الذين قالوا أن القصد من 45 درجة في تنبؤا نوستراداموس هو (40.05) أو (40.5).لأن حدود مثل هذه المدن (بالأخص مدينة كبيرة كنيويورك) لا تنحصر في مقاييس صغيرة كالأعشار(0.1) أو المئات (0.05).

2- في تنبؤات نوستراداموس ذكر مدارات لمدن أخرى بدون أعداد عشرية، فنحن لا نتوقع أن تكون درجة المدار المذكور للمدينة الجديدة (نيويورك) بصورة أعشارية. و على هذا الأساس إدعاء الذين يقولون أن القصد من 45 درجة في هذا القرن هو (40.05) أو (40.5) درجة غير صحيح.

3- طريقة ذكر عدد (45) في هذه القطعة من قرن نوستراداموس واضحة تماماً و لا يبقي لنا مجال للشّك و من المستحيل أن العدد المذكور يبادر رقماً ما عدا هذا الرقم.(282) من ناحية أخرى طريقة التعبير عن هذا الرقم (45) في هذا القرن واضحة، بحيث لا يمكن أن نستنتج أن العدد المذكور هو بين المدار (40) إلي (45) درجة. و على هذا الأساس إدعاء الذين يقولون أن القصد من (45) هو (40.05) أو (40.5) درجة أو الذين قالوا ان القصد من (45) هو من (40) إلي (45) غير صحيح تماماً.

نقطة مهمة جدا: من المهمّ أن نلاحظ إن الإختلاف فيما بين المدار (41) درجة و المدار (45) درجة في العرض الجغرافي، فهو ليس إختلاف بسيط و هو ما يقارب بـ 480 كيلومتر. و على هذا الأساس لا يمكن للمدينة الجديدة المذكورة في قطعة 97 من القرن الـسّادس لتنبؤات نوستراداموس في مدار (45) أن تكون مدينة نيويورك. لأن مدينة نيويورك التي تقع علي مدار (41) تبعد حوالي 480 كيلومتر عن مدار (45) درجة.

b) النقطة المهمّة الأخرى الّتي تثبت أن قطعة 96 من القرن السّادسة لا تنطبق على أحداث 11 سبتمبر, أن المدينة الجديدة التي ذكرها نوستراداموس هي ليست نيويورك بل من الممكن أن تكون هذه المدينة هي مدينة (Villeneuve-sur-Lot) في فرنسا أو مدينة (Villanova d`Ast) في أيطاليا. لأن إحداثيات مدينة ( Villeneuve-sur-Lot) تقع علي مدار (44.5) درجة و مدينة (Villanova d`Ast) تقع بالضبط علي مدار (45) درجة. (283) و الجدير بالذكر أن هذه المدن هي مدن صغيرة تقع على عرض جغرافي و حدود صغيرة عكس مدينة نيوروك. و على هذا الأساس لم نذكر الحدود الواسعة للعرض الجغرافي لهذه المدن. و النقطة المهمة هي أن هذه المدن كانت موجودة في زمن نوستراداموس و لم تكن بعيدة عن محل سكنه في فرنسا. و على هذا الأساس من المحتمل أن  نوستراداموس يقصد من المدينة الجديدة هي إحدي هذه المدن.
جدير بالذكر أن كلمة (Villanueva) اباللغة لفرنسية تعني المدينة الجديدة و أيضاً كلمة (Villanova) باللغة أيطالية و تحمل نفس المعنى و هذا يؤكد لنا أكثر بأن قصد نوستراداموس من المدينة الجديدة هو أحد هذه المدن.(284)
حسب الصورة الملتقطة عن طريق برنامج Google Earth  في الذيل عن طريق الأقمار الصناعية بإمكانكم إكتشاف إحداثيات و موقع الجغرافي لكلتا المدينتين:

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

مدينة (Villeneuve-sur-Lot) في تصوير مأخوذ من الأقمار الصناعية تقع علي مدار 44.5 درجة شمالاً

مدينة (Villanova d`Ast) التي تقع علي مدار 45 درجة شمالا

c) ثالث نقطة التي علينا ذكرها و التي تبطل علاقة احداث 11 سبتمبر بقطعة 96 من القرن السادس؛ قيل أن   “ستقترب النّار من المدينة الجديدة” و لكن في احداث 11 سبتمبر ليست النار من اقتربت من البرجين التوأمين بل الطائرتين اللتان هجمتا على البرجين و على أثر ذلك أحترق البرجين. هذا أيضاً يؤكد لنا عدم علاقة هذه القطعة من القرن المذكور بتنبؤات نوستراداموس.

إذا كما رأينا, حدث 11 سبتمبر الكاذب و الملفق تماما لا ينطبق على تنبؤات نوستراداموس. و في الواقع هذا التفسير و التعبير الغير صحيح كان متعمداً و الهدف من ترويجه في الكتب و على المواقع الإلكترونية هو تعزيز مقام نوستراداموس بصفته متنبئ عظيم و يستفيدوا من هذه الحيلة لكي يصدقوا  ما بقي من تنبؤات لنوستراداموس التي عرفت المسلمين بأنهم بشر همج و مطالبين بسفك الدماء.

B) من ضمن التنبؤات المبالغ فيها التي طبقوها على أحداث 11 سبتمبر و تعمدوا تفسير  ترجمتها بطريقة خاطئة القطعة التي تأتي في الذيل: (285)

مجموعة الماسونية الشيطانية و أنصار نوستراداموس للوصول إلى مقاصدهم الشيطانية أدعت بأن هذه القطعة من تنبؤات نوستراداموس مرتبطة بما حدث بأحداث 11 سبتمبر! حتى قالوا بأن القصد من كلمة (Tour) في هذه القطعة هي كلمة (Tower) أو (البرج) في اللغة اللانجليزية. و بناء على إدعاءهم, هذه القطعة نبأت بأن البرج سوف يتم مهاجمته و سوف يحترق و القصد من البرج هو برجين منظمة التجارة العالمية في نيويورك!
هذا الإدعاء يرفض بسهولة لأن الأبنية المذكورة في هذه القطعة هما (Tour D`Aigues و Ansouis) التي هما حصنين قديمين معروفين التي تقعان بالقرب من مدينة (Pertuis) في فرنسا و تبعدان عن بعض حوالي 8 كيلومتر و الجدير بالذّكر أنّ تنبؤ نوستراداموس حول هذين الحصنين لم تتحقق بعد. فعلى هذا الأساس تنبؤ نوستراداموس ليس له علاقة بأحداث 11 سبتمبر، بل لم يحدث بالنسبة إلي حصنين فرنسيين أيضاً (286)!
أنظر أدناه صور الحصنين المذكوره:

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

موقع حصنين Tour D`Aigues و Ansouis و أيضاً مدينة  Pertuis

نقطة مهمة جداً: التنبؤ المذكور أعلاه، لا يوجد في القرون العشر لنوستراداموس، بل هو من ضمن بعض الدوبيت الموجودة في ملحق نوستراداموس. بعض الكتب و المواقع الإلكترونية تعتبر الدوبيتات أعلاه جاءت في القرن رقم 11 و 12.

C) تنبؤ آخر من نوستراداموس الذي ربط بأحداث 11سبتمبر هو:287)

ذكر في كثير من المواقع الإلكترونية القطعة المذكورة أعلاه بعنوان القطعة التي تتنبأ عن أحداث 11 سبتمبر و الجدير بالذكر أن أغلب هذه المواقع الإلكترونية تعمّدت بترجمة الشطر الثاني من هذه القطعة بصورة خاطئة و ترجمت عبارة (Fera trembler autour de cite neufue) بالفرنسية إلى عبارة (Will cause the towers around the New City to shake) التي تعني بالعربي ( ارتعاش الأرض- سوف يسبب الارتعاش في أبراج حول المدينة الجديدة) و لكن كما لوحظ في العبارة الفرنسية (Fera trembler autour de cite neufue) تترجم بالإنجليزية بهذه الصورة (Will cause tremors around the New City) و التي تعني هذه المرّة بالعربية (- ارتعاش الأرض- يسبب ارتعاشات حول المدينة الجديدة). و الجدير بالذكر أن في القطعة المذكورة من قرن نوستراداموس لم تذكر كلمة (Tower) و يبدو ان بعض المواقع الإلكترونية المملوكة لشبكة الماسونية تعمدوا إستخدام كلمة البرج في الترجمة.(288)
النقطة الأخرى أن القصد من المدينة الجديدة ليست مدينة نيويورك بل هي إما مدينة  Villeneuve-sur-Lot الفرنسية أو مدينة Villanova d`Ast الإيطالية.(289)
من ناحية أخري و في الشطر الأول من هذه القطعة ذكر أنّ الحريق من مركز الأرض سوف تسبب ارتعاشات أرضية في المدينة الجديدة.  و في حدث 11 سبتمبر رأينا أن الهجوم على منظمة التجارة العالمية تمّ من ناحية السّماء و عن طريق الطائرات و هذا الرّدّ ايضاً يبطل الإدعاءات الكاذبة التي طرحت في هذه المواقع الإلكترونية.

D)  هناك بعض تنبؤات مزوّرة عن حدث 11 سبتمبر لا يوجد في كتب تنبؤات نوستراداموس. على سبيل المثال: (290)

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

التنبؤ أعلاه, مزوّر تماماً و نوستراداموس لم يذكر في أحد كتبه هذه القطعة. هذه القطعة وردت في الكثير من المواقع الإلكترونية و تداولتها البريدات الإلكترونية أيضاً و لكن لا وجود لها بين الكتب و قطع نوستراداموس. و من الملفت للنّظر أن تاريخ المذكور لهذه القطعة يشير إلي سنة 1645 م بينما عاش نوستراداموس في قرن قبل هذا التاريخ فلو كان نوستراداموس حياً في التاريخ المذكور لكان في 150 من عمره!(291)

E)  نموذج آخر من التنبؤات المزورة التي نسبت لنوستراداموس تأتي في الذيل: (292)

هذا التنبؤ أيضاً مزور تماماً و لا يوجد حتى مشابه له في أحد كتب نوستراداموس! (293)

F) بغضّ النّظر عن التنبؤات المذكورة أعلاه التي نسبت إلي 11 سبتمبر، هناك بعض التنبؤات المعروفة. من ضمن هذه التنبؤات. فنشير إلى هذا التنبؤ الذي أدّعته أنصار و محبّي نوستراداموس أنبأ فيه بقدوم هتلر. من الأفضل أن نرى هذا التنبؤ قبل كلّ‌شئ: (294)

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

المقطع أعلاه من أهم المقاطع التي تروجها أنصار و محبّو نوستراداموس و دليلهم على صحة هذه القطعة هي ذكر كلمة (Hister) التي تشابه كلمة هتلر و ذكر كلمة آلمانيا أيضاً!
و لكن هناك دلائل كثيرة قوية ترفض ادعاءاتهم:

a) كما وردت في هذه القطعة, أن نهاية (Hister) سيكون السجن، بين قفص من حديد أمّا و في الوقت الرّاهن الكل يعلم أن هتلر و عشيقته ايوا براون انتحرا في يوم إنتصار المتفقين. (295) و على هذا الأساس لا علاقة بين هتلر و هذه القطعة.

b) ينبغي ان يقال أن كلمة (Hister) وردت بأشكال مختلفة و في الكثير من كتب نوستراداموس و على سبيل المثال في كتاب (The complete prophecies of Nostradamus by Henry C. Roberts)  وردت في شكل (Ister) الذي هو الأسم اللاتيني لنهر الدانوب. (296) و جدير بالذكر أن القسم الإبتدائي لهذا النهر يقع بالصدفة في آلمانيا. (297) و من ناحية أخرى , في كتب أخرى ككتاب (The prophecies of Nostradamus by Erika Cheetham)  وردت القطعة أعلاه على شكل (Hister). (298) من ناحية أخرى مؤلف الكتاب الثاني أدعي أن نوستراداموس ربّما إستخدم كلمة(Hitler)!  و لهذا وردت كلمة(Hitler)  بجانب كلمة(Hister)  في هذا الكتاب. (299) و بناء علي هذا الإدعاء يمكن الإستنتاج أن كتب نوستراداموس حرفت طول التاريخ من قبل البلدان الأوروبيه و أمريكا حيثما كان ضرورياً و فيما يتعلق بمصالحهم. و على سبيل المثال مؤلف الكتاب الثاني(Erik Cheetham)  من أصول إنجليزية و ممّا لا شك فيه انه يكتب لصالح بلده ضد الألمان و كتب كلمة (Hitler) بدل كلمة (Hister).
بالطبع هناك الكثير من التنبؤات حول هتلر و لكن نظراً لحجمها الهائل نصرف النظر عن ذكرها و لكن جميعها مرفوضة بنفس الطريقة المذكورة.

G)  آخر تنبؤ الذي سيتمّ دراسته, التنبؤ الشهير الذي نسب للإمام الخميني (ره) و الثورة الإسلامية في إيران من قبل محبّي و أنصار نوستراداموس.
ذكر هذا التنبؤ كثيراً من قبل وسائل الإعلام الغربية و هكذا اعتبروا أن إزدهار إيران يشكّل خطراً ضدّ الغرب و على هذا يبرّرون أهدافهم الإستعمارية. وكالات الأنباء الغربية يدّعون بأن هذا التنبؤ  هو واحد من العديد من التنبؤات الصادقة! لنوستراداموس حول إيران و الإسلام لكي يتمتعوا بحماية الجماهير الغربية حول الحرب ضد الإسلام و إيران.
و للأسف في بعض البلاد الإسلامية و حتى في إيران عدد من الأخوة المسلمين الأعزاء خدعوا ولو بنوايا طيبة و لكن بأسلوب خاطيء، يسعون لتعريف هذا التنبؤ و جعله دليلاَ لشرعية الثورة الإسلامية و الإمام الخميني (ره). بينما التصديق على هذا التنبؤ الخاطيء هو في صالح الغربيين أكثر مّما أن يكون في صالح الثورة الإسلامية لأن مع المصادقة على مثل هذه التنبؤات في الواقع نشرّع أهداف الماسونية و من دون علم، و نكون وسيلة لتحقيق مصالحهم الخبيثة و هو تخويف العالم من الإسلام و إيران.
بعد الملاحظات التمهيدية من الأفضل أن نبحث في التنبؤ المذكور الّذي نصّّه كالتّالي: (300)

بالرّغم من القطعة الوهمية أعلاه و لكن في الواقع هناك فرق كبير جداً بين أوصافه و أوصاف الثورة الإسلامية في أيران:

a) في القطعه أعلاه ذكر أن فضيحة الشّاه تنتهي إبتداء بحركة في فرنسا و بالتأكيد هذا غير صحيح. لأنّ الثورة بدأ منذ سنة 1963م في مدينة قم و على أثر ذلك نجحت الثورة الإسلامية في سنة 1978م.(301) في الواقع الحركة الإسلامية- الشعبيه بدأت بخطاب من الإمام الخميني (ره) علي المنير الحسيني في مدينة قم التي أدّت إلي إلقاء القبض عليه في سنة 1963م. و علي أثر إعتقال الإمام الخميني (ره) خرجت الجماهير الغيورة لتوقيع إحتجاجاً على هذا الأمر في  شهر يونيو نفس السّنة التي على أثرها تدخلت  قوات نظام السّلطة و سفكت دماء الكثيرين.(302(
و وفقاً لرأي أغلب المؤرخين أن أحداث سنة 1963م لاسيّما خطاب الإمام الخميني (ره) و انتفاضة يونيو تلك السّنة كانت هي بداية للثورة الإسلامية في أيران.(303) لأنه و قبل ذلك تم التحرك ضد نظام الشاه الإستبدادي و لكن كانت محصورة ما بين الحركات الوطنية بحتة أو كتلية و التي كانت تدار من قبل الأجانب. لذلك أول الخطوات للثّورة بدأت سنة 1963م و من بعد خطاب الإمام الخميني (ره) الذي كان أساس الخطاب يحمل بعدا دينيا و لم يكن وطنيا بحتاً. و على أثر ذلك كانت بداية حركة الثورة الإسلامية في مدينة قم و لم تكن من فرنسا، فلا يمكن إنتساب هذا التنبؤ للإمام الخميني (ره) و الثورة الإسلامية في أيران.
و ايضاً بعض الأخوان المسلمين أيضاً ترجموا هذه القطعة من قرون نوستراداموس  ترجمة خاطئة و في التّالي تشاهدون اقتباساً من أحد هذه الترجمات التي وردت في كتاب “دراسة حول تنبؤات نوستراداموس” باللغة الفارسية: (304)

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

كما ترون ترجم الشطر الثالث من القطعة أعلاه بعبارة (نهايته ستبدأ في فرنسا). هذا الخطأ في الترجمة سبب أخطاء كثيرة ما بين المترجم و المؤلف و القاريء و مع ذلك من الممكن رفض هذه الترجمة الخاطئة لأن:

1) عبارة (نهايته ستبدأ في فرنسا) ليست صحيحة من ناحية القواعد النحوية. لأن نهاية كل حدث تحدث في لحظة فقط و تنتهي و لا يمكن أن تنتهي الأحداث و تستمر لفترة أطول. و على هذا الأساس فعل(Finish)  في اللغة الإنجلينزية لا يقبل(ing)  و لا يمكن إستخدام كلمة (Finishing) في اللغة الإنجليزية. لأن (Finish) تعني الإنتهاء من شيء و هذا الإنتهاء طبعاً حدث في لحظة و لا يمكن إمتداد هذا الإنتهاء. لذلك ترجمة هذه العبارة بـ (نهايته ستبدأ في فرنسا) التي وردت في ذلك الكتاب غير صحيحة.

a)  و لو تجاهلنا القواعد النحوية، نفس عبارة أن بداية الثورة كانت من فرنسا غير صحيحة. لأن الإمام الخميني (ره) في أكتوبر سنة 1978 هاجر إلى باريس و لكن إنتفاضة الشعب الإيراني بدأت قبل هذا التاريخ. على سبيل المثال، في إنتفاضة 17سبتمبر سنة 1978 التي تعتبر أيضاً من الحركات التي أدت إلى نجاح الثورة الإسلامية في أيران، كان آنذاك الإمام الخميني (ره) في العراق.(305) لذلك بداية آخر الإنتفاضات المتشكلة في إيران في سنة 1978 حصلت حين كان الإمام الخميني (ره) في العراق و لا علاقة بفرنسا في هذا الموضوع أيضاً.
من ناحية أخري إذا ننظر بتدقيق أكثر في أحداث الثورة أن الحركة النهائية للثورة الإسلامية بدأت في سنة 1977 و في يناير هذا العام قام الناس في جميع أنحاء أيران متحدين معترضين على ما نشر في صحيفة “إطلاعات” من مقال مهين و على أثر ذلك و في مدينة قم أدى هذا القيام إلى احتجاجات واسعة و بالنهاية سفك النظام دماء النّاس المحتجّين. و كانت هذه الإنتفاضة تأبيناً لأربعينية شهداء الإنتفاضات السّابقة و هذه الإنتفاضات كانت بداية سلسلة من الإنتفاضات المسلسلة لحد سنة 1978 التي نجحت الثورة الإسلامية في أيران.(306) و هكذا و إذا نظرنا إلي لثورة الإسلامية من هذا المنظر، فنرى أن الحركة النهائية للثورة الإسلامية بدأت في قم حين كان الإمام الخميني (ره) في العراق و ليس في فرنسا.
و بالنظر إلي التفاسير أعلاه، نجد أن الإنتفاضات الثورة الإسلامية النهائية في سنة 1978 بدأت قبل شهر أكتوبر كان حين الإمام الخميني (ره) لا يزال في النجف و في شهر أكتوبر هاجر إلى باريس؛ فكذلك لم تكن فرنسا بداية التحركات النهائية للثورة الإسلامية في إيران و نستنتج أن قطعة 70 من القرن الأول لنوستراداموس تختلف مع واقعيات الثورة الإسلامية في إيران و لا يمكن ربط هذه الأحداث بالقطعة المذكورة.

b) في كتاب “دراسة حول تنبؤات نوستراداموس” باللغة الفارسية, ترجم الشطر الرابع بصورة خاطئة (و من قبل كاهن يجلس في مكان بعيد). كلمة (Augure) المذكورة في تنبؤات نوستراداموس باللغة الفرنسية لها الكثير من المعاني و من جملتها الكاهن, المتنبي, فأل, علامة و …..للأسف مترجم هذا الكتاب ترجم كلمة (Augure) بالكاهن(307) و لكن هذا غير صحيح لأن عبارة (Secret Augure) التي وردت في النص الأصلي لهذا القرن هو بمعني (العلامة السّرية) و في الواقع إذا ترجمتها كـ (الكاهن السّري) تشكل كلمة غير مألوفة و أيضاً لا تنطبق مع قائد الشعب الإيراني الإمام الخميني (ره). جدير بالذكر أن مترجم هذا الكتاب نسي كلمة (Secret) في الشطر الرابع من القطعة 70 في القرن الأول من تنبؤات نوستراداموس. و على هذا الأساس ترجمة هذا الشطر تكون كالتالي (هذه المسألة) علامة سرية لمن يريد الاقتصاد (في حياته و ممتلكاته) (يحفظ نفسه) و هذه الترجمة تكون مثل الترجمة التي ترجمت باللغة الإنجليزية مع وجود كلمة(Secret).

في التّالي نأتي ببعض القطع المترجمة من قطعة 70 من القرن الأول لنوستراداموس مع الترجمة الفارسية الصحيحة ليظهر خطأ الترجمة الفارسية عن كتاب “دراسة حول تنبؤات نوستراداموس” و الترجمات المماثلة له أيضاً:

الماسونية: دجال آخر الزمان القسم السابع

ترجمتان إنجليزيتان من القطعة 70 القنطور 1 و الترجمة الفارسية الصحيحة له. (انتبهوا الى كلمة “secret : الخفي” في النص الفرنسي، الإنجليزي و الفارسي.)

الخطأ في الترجمة في كتاب”دراسة حول تنبؤات نوستراداموس(كلمة (secret) حذفت بدون أن تترجم)

و هكذا كما لوحظ ان قطعة 70 من القرن الأول لتنبؤات نوستراداموس لا تتطابق مع خصوصيات الإمام الخميني (ره) و واقع الثورة الإسلامية في إيران.
للأسف من دلائل رواج تنبؤات نوستراداموس بين المسلمين هو أن بعض الأخوة يحاولون إثبات شرعية الثورة الإسلامية و الإمام الخميني (ره) من خلال هذه التنبؤات و على الرغم من النوايا الحسنة لدي هؤلاء الإخوان، و لكن المسير الذي هم سائرون عليه هو مسير خاطئ، لأن من تنبأ بمثل هذه التنبؤات هو أحد أتباع الكابالية و كما نعلم أن الكابالية مملؤة بالإعتقادات الإلحادية و هي بداية لتشكيل الماسونية. و مع هذه الأوصاف هل من المعقول أن نعتمد على تنبؤات متنبيء كابالي؟
من النقاط الأخرى التي تظهر بأن تنبؤات نوستراداموس ليست إلا مؤامرة هو أن العديد من البلاد الغربية و أعداء الإسلام قد تستخدم مثل هذه التنبؤات من أجل تشويه صورة الإسلام و إيران و دائماً يعرّفوا الإسلام و إيران بصفة أكبر تهديد و خطر للعالم و لذلك التّصديق على مثل هذه التنبؤات يضرّنا و يضرّ الاسلام.
على الرغم من أن العديد من تنبؤات نوستراداموس في حد ذاته خاطئة و غامضة و يمكن بطلانها بسهولة، إلا انه من الغريب نرى بعض الأخوة المسلمين يسعون ربط بين تنبؤات نوستراداموس و وقائع العالم الإسلامي، بأي ويلة ممكنة، و حتّى في بعض الأحيان يبرّرون أخطاء نوستراداموس!

يتبع المقال إن شاء الله….

اضغلوا علي  هنا  لتحميل مصادر المقال علي فرمات PDF.
.
خادم الإمام(عح) – الوعد الصادق

التحديث الأخير (الإثنين, 25 نيسان/أبريل 2011 00:08)

Loading

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here
Captcha verification failed!
CAPTCHA user score failed. Please contact us!